You’re viewing a version of this story optimized for slow connections. To see the full story click here.

بنغلاديش

أصوات من قلب المعاناة

Story by MSF October 31st, 2017

فرّ منذ 25 أغسطس/آب أكثر من 600,000 روهنجيا من العنف الموجّه ضدهم في ميانمار، عابرين حدود بنغلاديش بحثًا عن الأمان. وبذلك يصبح العدد الإجمالي للروهنجيين المتواجدين في بنغلاديش حوالى مليون لاجئ. وتَشارك الوافدون الجدد هؤلاء مع أطبّاء بلا حدود قصصًا مروعةً عن القصف وأعمال الحرق التي طالت قراهم وعن العنف الموجّه ضد المدنيين. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى وحدها، عالجت أطبّاء بلا حدود أكثر من 250 مريضًا وصل حديثًا من إصابات ناجمة عن أعمال العنف. وشملت الإصابات الجروح الناجمة عن الطلقات النارية والحروق البالغة والجروح من جرّاء الانفجارات والطعنات والعنف الجنسي

2017 © AP Photo/Dar Yasin

عائلة روهينغية تصل إلى حدود بنغلاديش مع ميانمار في منطقة تيكناف التابعة لكوكس بازار. 5 سبتمبر/أيلول 2017. ©إيه بي فوتو/بيرنات أرمانغو

"تعرضنا لهجوم من عناصر الجيش نهار الأربعاء [30 أغسطس/آب]، وتجاوز عدد العناصر هؤلاء 150 رجلًا قويًا. وقبل هذه الحادثة، طلب منا رئيس ولاية راخين التجمّع على الضفاف الرملية للقناة المائية في القرية. وفعلنا ذلك؛ وكانوا يحملون الأسلحة كي لا نتمكن من القيام بأي ردّ فعل. ثمّ راحوا يقتلون الرجال أمام أعيننا ووضعوا الجثث على السدّ وقاموا بإحراقها

واصطحب الجيش بعدئذٍ مجموعات من النساء إلى داخل المنازل حيث قاموا بطعنهن بالمناجل. طعنني أحدهم بالقرب من مهبلي، وكانت الطعنة قريبة للغاية منه، وطعنني عنصر آخر في عنقي بينما كنت أحتضن طفلي البالغ من العمر 28 يومًا. وتلقى طفلي ضربةً على رأسه بواسطة أداة ثقيلة ما تسبّب بوفاته. رأيت كيف انفتحت جمجمته وخرج دماغه منها

أنا ممتنة لأنني وصلت إلى هنا ولكنني لا أعرف أين سأذهب بعد أن أخرج. لا أملك شيئًا هنا، مجرّد الثياب التي أحملها على ظهري. لا أعرف أحد ولقي طفلي حتفه. أحاول عدم التفكير بالأمر ولكنّه عبء ثقيل على كاهلي".

سيدة تبلغ من العمر 25 عامًا أُدخلت إلى المرفق الطبي التابع لأطبّاء بلا حدود بعد إصابتها بطعنات في العنق والخصر

"كانت عائلتي تتألف من 22 فردًا، وقُتل 19 منهم، بمن فيهم أطفال صغار. وبقي على قيد الحياة ثلاثة أفراد فقط منها هم أنا وأخي وأختي. عندما أحرق الجيش المنازل، ظننت أن جميع أفراد عائلتي قتلوا، وبكيت كثيرًا. فكرنا يومًا بمواجهة الجيش، ولكن عدده كان كبيرًا ونحن لا نملك الأسلحة، وبالتالي كنا سنلقى بكل بساطة حتفنا في وجهه. استمريت بالبكاء طوال رحلتي باتّجاه بنغلاديش. وبعد خمسة أيام سمعت أن أختي ما زالت على قيد الحياة ونجحت بالوصول إلى بنغلاديش وأُدخلت إلى المستشفى ووجدتها هنا"

أخ مريضة تبلغ من العمر 18 عامًا أُدخلت إلى مركز النازحين التابع لأطبّاء بلا حدود في كوتوبالونغ بعد إصابتها بحروق وجروح ناجمة عن الطعنات

عائلة روهينغية تصل إلى حدود بنغلاديش مع ميانمار في منطقة تيكناف التابعة لكوكس بازار. 5 سبتمبر/أيلول 2017. ©إيه بي فوتو/بيرنات أرمانغو

"بعد ظهر يوم 30 أغسطس/آب، أتى الجيش إلى قريتنا. طلب منا رئيس ولاية راخين الامتناع عن الفرار، وأخبرنا أن الجيش قادم وحسب للبحث عن عناصر حركة اليقين [المعروفة الآن باسم جيش خلاص أراكان روهينغيا]. وقال: "لن يلحق الأذى بكم إن تجمعتم جميعكم في مكان واحد وتعاونتم مع السلطات". وما كان منا إلا أن صدقناه وتوجهنا جميعنا – رجال ونساء وأطفال وكبار سن - إلى ضفة القناة المائية

وأتى المئات من عناصر الجيش، واختاروا أولًا الرجال من بين الحشد وأجبروهم على الانبطاح على الأرض بمحاذاة القناة. وكانت أجسامهم في المياه ثمّ راح عناصر الجيش يطعنونهم في ظهرهم مرارًا وتكرارًا. رأيت بأم عينَي كيف قتلوا زوجي؛ كان مجرّد مزارع. ثمّ حرقوا الجثث جميعها مع بعضها البعض
حاول بعض الشبان من الحشد الفرار بعد رؤية كل هذه الوحشية. ونجحوا فقط بالوصول إلى مقبرة القرية. تم إطلاق النار عليهم من الخلف. وكان ابني وابن أخي البالغَين 12 عامًا هناك، ولقيا حتفهما أيضًا. كما وأطلقت النيران على والدي وأردته صريعًا
اصطحب بعدئذٍ الجيش مجموعات من النساء إلى المنازل وقام بضربهن وطعنهن، فتوفي عدد منهن. طعنني أحد الجنود في عنقي وذقني. وضربني جندي آخر على يدي فكُسرت ولكنني لا أذكر ما الأداة التي استخدمها. نجحت بطريقةٍ ما بالخروج من المنزل وقصدت الغابة. ثم أضرم الجيش النيران بالمنزل

مريض روهينغي في المرفق الطبي التابع لأطباء بلا حدود، مخيم كوتوبالونغ في كوكس بازار. 18 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو
وجدت هناك أربع نساء من قريتي؛ وكن أيضًا مصابات بجروح وينزفن. وبعد ثلاثة أيام من السير مع بعضنا البعض، صعدنا على متن قارب متوجّه إلى بنغلاديش. لا أذكر التاريخ جيدًا، فذكرياتي مشوشة. خسرت أطفالي الستة جميعهم؛ ثلاث فتيات وثلاثة صبيان. وكان الأصغر سنًا يبلغ من العمر ثلاثة أشهر. عندما كنت أفرّ، حملت طفلًا بحجم طفلي. ظننت بأنه طفلي. وبعد برهة، أدركت أنّه ليس ابني إنّما طفل آخر ميت. كان بطنه مفتوح على وسعه

قبل أسبوعَين، كان الجيش، إلى جانب رئيس ولاية راخين، يبحث عن أفراد جيش خلاص أراكان روهينغيا، ولكن لم يكن من أثر لأحدهم لأنهم غادروا البلد في اليوم السابق باتّجاه بنغلاديش؛ وكانوا قد نقلوا عائلاتهم مسبقًا. ظننا أننا لن نواجه أي مشكلة. حركة اليقين هي المسؤولة عن معاناتي. لم يقوموا بأي عمل يعود بالخير علينا. خسرت زوجي وأطفالي الستة ولم يتبقَ لي شيء. لستُ على قيد الحياة، بالرغم من أنني أبدو كذلك

مريضة من منغدو عالجتها أطبّاء بلا حدود من إصابات ناجمة عن العنف

امرأة تعتني بقريبها المريض في المرفق الطبي التابع لأطباء بلا حدود في مخيم كوتوبالونغ في كوكس بازار. 18 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو

سجلت عيادات ومستشفيات أطبّاء بلا حدود في كوكس بازار زيادة حادة في عدد الأفراد الساعين خلف الرعاية الطبية. وبين 25 أغسطس/آب و7 أكتوبر/تشرين الأول، عالجت أطبّاء بلا حدود أكثر من 30,000 مريض. وكان لدى عدد كبير من الوافدين الجدد ذووي الفرص المحدودة بالحصول على الرعاية الطبية في ميانمار والذين اختبروا رحلات محفوفة بالمخاطر سيرًا على الأقدام باتّجاه بنغلاديش، احتياجات طبية ماسة، تشمل الجروح الملتهبة بصورة بالغة والإسهال المائي الحاد والالتهاب الرئوي وسوء التغذية وحالات الحصبة المشتبه بها أو المضاعفات التوليدية المتقدمة

حليمة تبكي لأن طفلها محمد ذي الثمانية أشهر يعاني من التهاب رئوي حاد، المرفق الطبي لأطباء بلا حدود. 3 أكتوبر/تشرين الأول 2017 ©غيتي إميجز/باو
"يصل الناس إلى هنا في حالة مروعة. أخبرنا بعض الأشخاص أنهم علقوا في المنازل التي أُضرمت النيران فيها. عالجنا أطفال غير مصحوبين بذويهم كانوا قد خسروهم. وأحضرت امرأة طفل حديث الولادة، كانت قد وجدته بين العشب على الحدود. تعتني الآن بهذا الطفل علاوةً على أطفالها. عالجنا فتاة صغيرة مصابة بجروح في الرأس؛ وأُحضرت بعد ساعة والدتها وهي مصابة بحروق بالغة. قالوا إنهما الناجيتان الوحيدتان من عائلتهما"

الدكتور كونستانتين هانك من أطبّاء بلا حدود


طفل روهينغي مصاب يجلس على سريره في المرفق الطبي لأطباء بلا حدود في مخيم كوتوبالونغ للاجئين في كوكس بازار. 23 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتش
"أتى المئات من عناصر الجيش. اختاروا أولّا الرجال من الحشد وأجبروهم على الانبطاح على الأرض. وكانت أجسامهم في المياه. ثمّ راح عناصر الجيش يطعنونهم في ظهرهم مرارًا وتكرارًا. رأيت بأم عينَي كيف قتلوا زوجي؛ كان مجرّد مزارع. وحرقوا الجثث جميعها مع بعضها البعض.
حاول بعض الشبان من الحشد الفرار بعد رؤية كل هذه الوحشية. ونجحوا فقط بالوصول إلى مقبرة القرية. تم إطلاق النار عليهم من الخلف. وكان ابني وابن أخي البالغَين 12 عامًا هناك، ولقيا حتفهما أيضًا. كما وأطلقت النيران على والدي وأردته صريعًا"

امرأة تبلغ من العمر 35 عامًا من منغدو


"سمعت أفظع القصص من نساء خسرن أزواجهن بينما كن يحاولن الوصول إلى هنا. أمضين أيّام متعددة برفقة أطفالهن، على طرقات مزدحمة بالسيارات الآتية من الاتجاهَين. وضربت السيارات بعض الأطفال متسببةً بمقتلهم. وبذلك، وبلحظةٍ، يتلاشى المستقبل الآمن الذي كن يسعين إلى بنائه من أجل أطفالهن. ويشكّل ذلك مأساة على المستوى الفردي. اضربوا هذه القصص بـ500,000 "وستفهمون عندئذٍ مدى فظاعة هذا الوضع

منسقة الاستجابة الطبية في حالات الطوارئ كايت وايت



طفل خديج ولديه سوء تغذية يتلقى العلاج في وحدة المواليد الجدد في المرفق الطبي لأطباء بلا حدود. 4 أكتوبر/تشرين الأول 2017 ©غيتي إميجز/باولا بر
"أتى في 21 أغسطس/آب حوالى 30 جنديًا وحرقوا منزلنا كليًا، علاوةً على 9 منازل أخرى. كان ابني نائمًا داخل المنزل وكنت في الخارج أبحث عن الماعز وبقرتَين من أبقاري فقدتها في اليوم السابق. عدتُ في الصباح ووجدتُ ألسنة اللهب تلتهم المنازل الأخرى ورأيت سقف منزلي يحترق أيضًا. سمعت طفلي يصرخ في الداخل وأنقذته باستخدام بطانية. كان ابني قد بدأ يحترق عندما سحبته إلى الخارج، و احترق طفلان آخران داخل منزلهما"

والدة مريض يبلغ من العمر 25 عامًا يُعالج من حروق بنسبة 50 بالمئة


"أدخل مؤخرًا متطوع محلي فتاة وجدها على الطريق. لم تكن تتكلم، وتعرضت مسبقًا لضرب مبرح وتعاني من إصابات بالغة. لم نعرف اسمها أو أي شيء آخر عنها. جلسنا فقط برفقتها طوال اليوم وبدأت تتحسّن تدريجيًا
وببطء. أحيانًا، كل ما يسعنا فعله هو الجلوس برفقة أحدهم وتزويده بالماء والراحة والرعاية في مكان آمن، والانتظار حتى يعود إلى سجيته من جديد"

المسؤولة عن الصحة النفسية لدى أطبّاء بلا حدود الدكتورة سيندي سكوت

مرضى ينتظرون الحصول على العلاج في منطقة انتظار المرضى الخارجيين في مرفق أطباء بلا حدود، 4 أكتوبر/تشرين الأول 2017 ©غيتي إميجز/باولا برونشتاي

حتى قبل آخر موجة تدفق للاجئين، عاش الروهنجيين في بنغلاديش في ظروف حرجة جدًا. والآن، تعجّ المستوطنات المؤقتة الهائلة بالأفراد الذين يعيشون في ظروف غير آمنة ومكتظة وغير صحية مع انعدام الحماية من العوامل الجوية والافتقار إلى المرحيض وهم بالكاد يحظون بفرصة الحصول على مياه الشرب النظيفة

وبينما تمّ توفير بعض المساعدة، إلا أن مدى خطورة الأزمة هذه والعدد الهائل للاجئين الجدد يعني أن الإغلبية الساحقة لم تتلقَ المساعدة بعد. تفرض الظروف بالغة الصعوبة مخاطر صحية حقيقية – وفي حال حصل تفشي لأي مرض، فالعواقب ستكون كارثية

لا تزال فرص الحصول على الطعام تشكّل مشكلة رئيسية، ولا يتناول الكثير من اللاجئين سوى وجبة واحدة من الأرز يوميًا. ويعني غياب الطرقات في المستوطنات أن المساعدة لا تصل إلى الكثير من الأشخاص. توسّع أطبّاء بلا حدود نطاق العمليات بأقصى سرعة ممكنة، إنّما تشتدّ الحاجة إلى التصدي بقوة أكبر لهذه الأزمة


توزيع الماء في مخيم كوتوبالونغ للاجئين في كوكس بازار. 19 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو
09.jpg
10.jpg
11.jpg
"أتى الجيش صباحًا نهار 28 أغسطس/آب. كنا جميعنا متجمعين على صفة القناة المائية، فورما خال (المتصلة بنهر ناف). وبدأ الجيش أولًا بقتل الرجال. تعرضوا للضرب والطعن أُطلقت النيران عليهم. ثم أخذ عناصر الجيش النساء والأطفال ضمن مجموعات إلى منازل مختلفة داخل القرية. اصطُحبت إلى منزل برفقة سبعة أشخاص آخرين. وهناك، تعرضت للطعن مرتَين في رأسي وللضرب المبرح. عندما حلّ الظلام، أضرم الجيش النيران في المنزل. عجزت عن التحرك، وكنت مستلقية على الأرض. ولكن عندما بدأت أقسام من السقف تسقط وتحرقني وتصطدم بي، زحفت إلى خارج المنزل وتوجهت إلى الغابة. وهناك، وجدت ثلاث نساء أخريات من القرية وتوجهنا مع بعضنا البعض إلى بنغلاديش. أحضرني بعض الرجال البنغلاديشيين إلى هذه العيادة"

مريضة تبلغ من العمر 18 عامًا من منغدو، أُحضرت ليتم معالجة جروح الطعنات والحروق واسعة الانتشار في جسمها

امرأة روهينغية في ضيافة أسرة بنغلاديشية، كوتوبالونغ. 28 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو
رجل روهينغي في ضيافة أسرة بنغلاديشية، كوتوبالونغ. 28 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو
"أتى عناصر الجيش من وقت إلى آخر، وقالوا: "أنتم من حركة اليقين، أطلعونا على مكان الناس السيئين". لا نعرف من هم هؤلاء الأشخاص. فرّ الرجال وبقيت النساء والأطفال بمفردهم في المنزل. اختاروا النساء الجميلات واغتصبوهن؛ وأخذوا بعض الفتيات إلى المخيم العسكري أيضًا. وصلت البارحة بعض النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب من قبل عناصر الجيش. وخرّب الجيش كذلك المنازل وذبح الأبقار والماعز ودمّر المحاصيل".

عائلة من أربعة أفراد من منغدو

أم تحتضن طفليها المصابين بالمهق في خيمتهم في مخيم أونشيبارانغ. 24 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو
جنازة في مخيم أونشيبارانغ. 25 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو
أسرة روهينغية في خيمتها، مخيم كوتوبالونغ للاجئين. 20 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو

"ذهبت في مرة من المرات في بورما إلى المستشفى بسبب كتل على ظهري وعنقي. ولكنهم رفضوا مساعدتي لأنني لا أستطيع أن أسدّد التكاليف. أنا أتألم، ولكن ليس بيدي حيلة. أتيت إلى بنغلاديش منذ ثلاثة أيام برفقة بناتي الست وزوجتي. أنا مسنّ ولست بحالة صحية جيدة. أجد صعوبة في المشي لأن قدمي اليسرى تؤلمني، ولذلك استغرقنا بعض الوقت للوصول إلى هنا. يوجد في قريتي ثلاثة مواقع عسكرية، واحد في الشرق واثنين في الغرب

أحصيت الأيام؛ قبل 16 يومًا على مغادرتي، بدأوا يقتلون الناس ويضرمون النيران بالمنازل في القسم الآخر من البلدة. وكان الجيش يستهدف الشبان والصبيان والفتيات. وقبل يومَين على مغادرتي، رأيت بأم عينَي كيف ذُبح صبيان صغيران وقُتلا


منظر لمخيم أونشيبارانغ، وهو واحد من عدة مواقع يعيش فيها الواصلون الجدد من الروهينغيا. 20 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو
رجل يبلغ من العمر 61 عاماً من بوتيداونغ ولديه كتلة كبيرة (نسيج رخو) في ظهره وحنجرته. 22 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو
قبل يوم على مغادرتنا، أتى الجيش إلى قسم من البلدة حوالى الساعة السادسة مساءً وطلب منا مغادرة القرية قبل الثامنة صباحًا في اليوم التالي. وأخبرنا أيضًا أن جميع من يبقى سيلقى حتفه. وغادرنا في الليلة نفسها، وكانت منازل عدّة في قريتنا قد حُرقت مسبقًا بحلول ذلك الوقت
اضطررنا إلى عبور الكثير من التلال والنهر للوصول إلى هنا. وكان السير صعبًا للغاية وكنت أتألم كثيرًا. لم نأكل أو نشرب شيئًا، ورأينا الكثير من الجثث على الطريق وكانت الرائحة فظيعة

أسكن الآن في منزل شخص آخر، وتشاركني المنزل زوجتي وإحدى بناتي، بينما تسكن بناتي الأخريات في منازل أفراد آخرين. عرفت مالك هذا المنزل منذ 20 عامًا وعرفت أنه يسكن هنا ولذلك بحثت عنه حتى وجدته. أنا ممتن للغاية لأنني قادر على البقاء هنا. ولكنه أخبرني أنه يعجز عن الاستمرار بتقديم الطعام والملجأ لنا. الأمر صعب للغاية؛ أنا عاجز عن العمل لأنني لا أستطيع المشي. لو كنت قادرًا، لتسولت على الطرقات مثل الآخرين. لا أعرف ماذا أفعل؛ لا أعرف حتى كيف أجد المشمعات والخيزران؛ كيف أبني منزلًا من دون أي مواد؟"

رجل يبلغ من العمر 61 عامًا من بوثيدونغ لديه كتل كبيرة/أنسجة لينة على ظهره وعنقه


حلول الليل في مخيم أونشيبارانغ. 26 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو
بائع جوال في مخيم كوتوبالونغ. 22 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو
امرأة في خيمتها ليلاً في مخيم أونشيبارانغ. 22 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو
رجال من الروهينغيا في في السوق المحلي في كوتوبالونغ. 23 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو
محل حلاقة في مخيم كوتوبالونغ للاجئين. 20 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو
رجال من الروهينغيا واصلين حديثاً يصلُّون جنباً إلى جنب مع بنغلاديشيين. 18 سبتمبر/أيلول 2017 ©أنطونيو فاتشيلونغو

عملت أطبّاء بلا حدود في ولاية راخين في ميانمار على مرّ الـ25 سنة الفائتة، ولكنها الآن عاجزة عن الوصول إلى الروهنجيين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. في سبتمبر/أيلول، دعت أطبّاء بلا حدود حكومة ميانمار إلى إفساح السبل أمام المنظمات الدولية الإنسانية المستقلة للوصول فورًا ومن دون قيد إلى ولاية راخين الشمالية بغية تخفيف عبء الاحتياجات الإنسانية الضخمة. ولم تزدد القدرة على الوصول إلى الروهنجيين ودعمهم في ولاية راخين إلا ضعفًا منذ ذلك الحين، ويواصل اللاجئون عبور بنغلاديش مع تقارير تفيد عن استمرار العنف

خريطة لمشاريع أطباء بلا حدود التي تخص اللاجئين الروهينغيا، بنغلاديش أكتوبر/تشرين الأول 2017. ©أطباء بلا حدود


26.png
Footnote: ALL PICTURES CAN BE FOUND ON MEDIA.MSF.ORG - Under MSFALB3292
Kutupalong Refugee Camp, Cox's Bazar - Teknaf Highway, Ukhia, Chittagong Division, Bangladesh